2011/07/12

فتنٌ كقطع الليل مظلمـــــا..!~













 
يا شيخ يوسف والله لا يخزيك الله أبدا
محمد بن مشعل العتيبي
"كلا، أبشر، فوالله لا يخ
زيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". 
هذه الكلمات العظيمة ، التي أطلقتها أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها – هي جزء من سنة كونية لا تتبدل ولا تتغير ، وقد فقهتها أمنا رضي الله عنها ، فصبرت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما علم أن قومه سيخرجوه ، وهو جزء مما نسميه اليوم التضييق على الدعاة ومحاربتهم.
هذا التضييق قد يكون بمنع ، وقد يكون بتشويه سمعة ، وتزييف حقائق.
وهو ولاشك جزء من سنة الله التي لا تتبدل ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) ، ( ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)
سأل رجل الشافعي رحمه الله فقال: يا أبا عبد الله، أيُّهما أفضل للرجل: أن يمكن أو أن يبتلى؟ فقال الشافعي: لا يمكَّن حتى يبتلى، فإن الله ابتلى نوحاً، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمداً صلوات الله وسلامه عليهم، فلما صبروا مكنهم، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة.
وأشد الناس بلاء في الدين الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.
فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة".
ولهذا قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ما أغبط أحداً لم يصبه في هذا الأمر أذى".
هذا الابتلاء جزء من تمكين الله عز وجل لعباده في الأرض ، فأين من حارب رسولنا صلى الله عليه وسلم وعذبه وافترى عليه !
وأين من حارب الصالحين من بعده !
أين من سجن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله السنون تلو السنون !
أين من حارب دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله !
كلهم ذهبوا ونسيهم التاريخ ، وبقيت دعوة الحق خالدة ، وبقي أعلامها الذين ابتلوا ، عبيرا يستنشق الناس فوحه ليل نهار.
لكنه الإيمان واليقين بالله وحده ، والثقة بوعده لعباده ، والصبر والمصابره على هذا الدين ، حتى يمكن الله لعباده ، وينصر بهم دينه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين).
وممن يتعرض لصنوف البلاء في أيامنا هذه : الشيخ العالم العامل المحتسب العبد الصالح – كما نحسبه ولا نزكي على الله أحدا من عباده – يوسف بن عبدالله الأحمد – فرج الله عنه - .
فقد قيضه الله عاملا لدينه ، محتسبا ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، ناشرا للعلم ، بحكمة وبصيرة تمتزج بقوة العالم في الحق ، لايخشى في ذلك لومة لائم.
عرف بالسعي في حوائج الناس ، ومن ذلك الشفاعة لهم ، والسعي في رد مظالمهم ، يستوي عنده في ذلك الغني والفقير .
ومن ذلك شفاعته للنسوة اللاتي سجن ظلما في مكة ، فلما روجع في ذلك قال: إنني لا أعرفهن ، ولكني أشفع لكل مسلم مظلوم من باب أخوة الإسلام ، وأن يكون المسلمون كالجسد الواحد .
اتهموه في علمه فقالوا : لا يعرف بفقه أو علم ، وقد شهد له بالعلم والفقه الدقيق كبار العلماء ومنهم فضيلة الشيخ عبدالله المطلق – عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء - .
حرفوا كلامه ، ومن ذلك كلامه حول المنكرات القائمة في الحرم المكي.
ألبوا عليه السلطة ، وسعوا في تشويه سمعته لدى المسؤولين ، وضايقوه في عمله بجامعة الإمام محمد بن سعود ، حتى نفي إلى مقبرة البحث العلمي .
حجبوا موقعه ، ومنعوه من الظهور في وسائل الإعلام الحكومية .
فكم من مقالة سوء تكتب عنه في الصحف ، ولا يملك حق الرد عليها ، بل وإذا قدم شكوى رميت في الأدراج ولا ينظر فيها !
إلى غير ذلك من سلسلة الابتلاءات ، التي انتهت باقتياده إلى السجن ظلما ، وهو صابر محتسب أجره عند الله عز وجل.
ولا والله لا يستحق مثل هذا إلا الإكرام ، فوجوده ووجود أمثاله بيننا أمان – بإذن الله – في حفظ الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكنها خطوات التمكين له بإذن الله.
ومن قرأ وشاهد ردود الأفعال من الناس ، علماء ودعاة وشباب ونساء ، موافقين ومخالفين ، علم قدر المحبة التي وضعها الله لهذا الرجل في قلوب الناس ، والناس شهود الله في أرضه.
وإطلالة على سريعة على صفحات الفيس بوك والتويتر والمنتديات وتصريحات بعض المسؤولين التي تستنكر ماوقع له ، خير شاهد على كلامي من محبة الناس للشيخ.
ومن ذلك ما قاله سماحة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان :( مثل الشيخ يوسف لا يخشى عليه) 
وما قاله سماحة الشيخ صالح بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء بعد علمه بسجن الشيخ : ( أنا متابع لموضوع الشيخ ، وسأقف معه ).
وما قاله الشيخ سلمان بن فهد العودة : ( سجن الشيخ يوسف عزة له ).
ومقولات غيرهم من أهل العلم ، بل ومن المخالفين للشيخ يوسف في بعض أطروحاته.
وهذه علامة لصدق الشيخ ، فسبحان من جمع القلوب عليه ، حتى لتكاد تقول : لا يبغضه إلا منافق كاره لما يدعو إليه الشيخ يوسف من أمور الدين .
ونسأل الله عز وجل أن يفرج عن الشيخ ، وأن يجعل ما أصابه من بلاء رفعة له وتمكينا.
ووالله أن من يستحق المواساة نحن لا الشيخ.
يقول الشيخ فرج الله عنه لما نوصح بتخفيف جهوده : ( الضرر يأتي من التفريط بأمر الله لا العكس ).
فياليت قومي يعلمون.
وكتبه : محمد بن مشعل العتيبي
http://twitter.com/#!/mohamadm​eshal
http://www.facebook.com/mm623

بواسطة: محمد مشعل


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق